إكسبو 2020 وكنتِ لها يا دُبي

اما عهدت منذ كتبت أن أكتب ما كتبته مرة أخرى.

خاصة منذ أن أتيح لقلمي المتواضع مساحات واسعة وقيمة للنشر وهو دون المستوى، أن أكرر ما تم نشره عنوان ومضمونا، إلا أنني وجدت هذه المرة القلم يقفل راجعا للجيب إلا وبتكرار العنوان السابق (إكسبو۲۰۲۰ وأنت لها يا دبي) بإحلاله محل (إكسبو۲۰۲۰ وكنت لها يا دبي).

فوز دبي عيون من وراء الشفق، تشتهي الفور للعواصم كلها، القريبة منها والبعيدة .. دبي كلنا خليفة تحتفل اليوم، الزفاف في الرياض غدا، والدوحة بعد غد، والكويت

ومسقط والمنامة وغيرها، والترنيمة مشتركة (كلنا إمارات، كلنا خليج وكلنا إنتصارات)

. فتلك طموحاتك يا دبي وكنت لها يا دبي • وأنت لها يا دبي..

الفوز سمة النجاح، والنجاح شعار دبي، وكلها شعارات حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ، ورثها من أب عن جد منذ اللبنة الأولى لوالده المرحوم الشيخ راشد بن سعيد، الذي زرعها تلك اللبنة في الصحراء وعلى بعد خمسين كيلو من المدينة وسماها (جبل علي جنينا للإنجاب دون الإجهاض : (هونغ كونغ الشرق الأوسط..)

والمولود إصطلب عوده اليوم (دبي القرن الواحد والعشرين)

: دبي محمد بن راشد وأشباله. . دبي المركز العالمي للأعمال والترفيه.

. دبي الإقتصاد الرقمي الإسلامي العالمي.

. دبي (برج خليفة) أعلى برج في العالم.

ثم واليوم : • دبي إكسبو 2

. ۲۰۲۰ ولا ندري ماذا تخفي لنا دبي الغدوبعد الغد...

العالم العربي بالحضر والريف، بالمدن القرى، بالبداوة والأرياف ما أكبرها ما أكثرها ..؟ من يدري؟ ... ثم ودبي ما أصغرها بشوارعها وسكيكها بسنخية بيوتها الطينية القديمة. من يدري؟

نعم لا يدري، يدري أن سباقات دبي لیست بالسرعة وإنما بالقدرة والجودة، ونجاحات دبي تكمن في أنها تجيد كل لغات البناء بالحب والعطاء، ولا تفهم لغة العداء

دبي تبني ذاتها بالذات وبالغير، ودون التجسس على الغير. اودبي ترحب بالغير، ولا تتدخل بشؤون الفير..

نحن في زمن شق العالم نفسه الى شقين: عالم شفاف متحضر وآخر غامض متخلف متعنف، الأول يخشى على معالمه العمرانية من الزلزال والتصحر وهو بأحدث التقنيات، والاخر يخشى على مدنه وحضره من الترييض وهو بأجود العقول...

إما خيول دبي، فإنها إجتازت تلك العواصف والمعابر بثقة ويقين، وأرست قواعدها على محطة، لاعودة منها ولا تراجع

سر نجاحات دبي في أنها تتكلم دون لف ودوران.

والسر الأعظم في أنها تتكلم بالصوت المرئي في المنجزات فقط، وتخطط لمنجزات ما بعد المنجزات بالصوت الخفي. د

(تويتر) و (فيسبوك) عملاقتا الإنترنت أين مقرهما في الإقليم؟ وقبلهما أين إتجه إمبراطور الشبكة العنكبوتية

مايكروسوفت) لتختار مكتبها في الإقليم؟ وعلى غرارها أين إستقر غريمها (الأبل ماكنتوش ؟) .. وذلك لأن دبي لاتتكلم في الذكاء الرقمي وكأنها هي المايكروسوفت و الأبل ماكنتوش، وإنما تسمح لكل شأن أن يتكلم بشأنه لينال كل ذي حق حقه.

أعذروني، لعلي ترنمت كثيرا (دبي) وهي ترنيمة لا تعني عضوا دون عضو في جسم الاتحاد، دبي تعني شقيقتها (أبوظبي) العاصمة، وتعني جارتها الشقيقة

الشارقة) العاصمة الثقافية، وتعني كل الإمارات السبع بقياداتها ومعالمها وحضاراتها

في رعاية صاحب السمو رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل النهيان حفظه الله رئيس الدولة، ونائبه سمو الشيخ محمد بن راشد آل المكتوم رئيس الوزراء نائب رئيس الدولة حاكم دبي

في ۲ ديسمبر ۱۹۷۱، دبي آمنت بالإتحاد | في مهده بمنطقة "سيح الشعيب" عندما إلتقيا الوالدان زايد وراشد رحمهما الله في بداية السبعينيات ببقية إخوانهم الأشقاء أعضاء المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية الحبيبة، وأكدوا بالإجماع على أن كل إمارة مهما صغرت ستكبر بالإتحاد وتصغر بالإنفراد، وبالفعل كبرت والحمدلله .. وما سر نجاحات الإمارات عربية وإسلاميا | الا بالوحدة الإماراتية يدا واحدة في هذه البقعة الآمنة من الوطن الحبيب .. وما سر خسائر العرب والمسلمين الا وهم منقسمون مختلفون في البقاع الأخرى.

إكسبو۲۰۲۰ أتتك وأنت لها يا دبي .. لقد فاجأت الكون بمهرجان الإبداع التنظيمي، فرسانه شبان إماراتيون في عمر الزهور، ومنافسوه مخضرمون دول عظمى كروسيا وبرازيل .. هؤلاء الفرسان الشباب سيسطرون خيرات الربيع المخضرم بأعلى المستويات عام ۲۰۲۰ .. قد تفوق على ما سطرته ألمانيا بهانوفر إكسبو۲۰۰۰، واليابان بناغويا إكسبوه ۲۰۰، والصين بشنغهاي إكسبو۲۰۱۰ .. وحتى على ما قد ستفعله إيطاليا بميلانو إكسبوه۲۰۱

أخذتيها يا دبي وأنت أهل لها .. فإن كانت الأمم المتحدة تعتبر نفسها متعددة الجنسيات بأعلام ۱۹۰ دول على سقفها، فإن دبي تسكنها ۲۹۰ جنسية، وتمر عليها بحرا وبرا وجوا كل الجنسيات بالمئات والملايين التي قد تتضاعف لعشرات الملايين بحول

وإن خرج من يستنكر علينا هذا الفوز الساحق فإين الإمارات كفيل به، أكان المستنكر من الأشقاء او الأعداء وثم ولله الحمد لا أعداء لنا

واما الأشقاء إن ضجروا واشمأزوا .. فلهم من إمارات المحبة غدا كعكة إكسبو۲۰۲۰ الدسمة، حول تلك المائدة المستديرة التي أجمعتنا وستجمعنا دائما بأبنائنا، وأبناء أبنائنا وبنو عمومتنا بالقهوة الإماراتية نكهتها خليجية، لذتها عربية، صبغتها عالمية

فإلى ذلك الغد يا أحبي..