2013 وهل إنتهى الكون في 21 ديسمبر 2012 ..?..

2013 وهل إنتهى الكون في 21 ديسمبر 2012 ..?..


معهم يمشي فرحا مضججا (ماع ماع)، هم يلبون الله تلبية (لبيك اللهم لبيك)، وهويلبي الحجاج خلفهم (ماع ماع).... صاحبنا حجي خروف هو (خروف العيد)، حائر لايعلم أين يذهبون به اليوم، ولا يتخيل أنهم سيذهبون به إلى حيث يعودون منه ولايعودون به ..؟

الحجي بنغمات الغزل في المشوار، مشغول بنعجته بالمتعة والمسيار. .. تقول جمعيات الرفق بالحيوانات (لا)، والحقيقة (نعم) : أن الذبح هو القصب السبق بين أبناء أبوالبشر، بذبح قابيل أخاه هابيل أولا، ثم بإرادة أبوالأنبياء إبراهيم عليه السلام ذبح إبنه إسماعيل (بإلهام من السماء .. لولا أن فداه الله بذبح عظيم ...

ترى أهوالذبح العظيم ما نراه اليوم من تلال وجبال الأجساد الخرفان المذبوحة بمنى وعرفات. دو

حجي خروف أراه يمشي وأرى في مشيته طفولتي، مشية ذلك الطفل البريئ خلف قطيع البشر، يقتدي بأمه وأبيه، ثم إخوته أعمامه وأخواله .. وثم معلميه ومشايخه،

كنت أعتبرهم في طفولتي قدوة وقادة، هؤلاء الذين يمشون امامي ويطلبون مني أن أمشي خلفهم، وإن كانت في بعضها نقاء طفولتي، ففي بعضها الآخر وجدت اليوم عزاء کھولتي.

حجي خروف يجري ويغني، ليس لأنه مؤمن يردد: (غنيت في ألمي وفي جنازة زوجتي...)، لا وإنما، لأنه في ربيع عمره بعد أن ودع الجوع والعطش .. فقد أطعموه وأسقوه كثيرا لليوم الموعود، زاد وزنه أمس فأرتفع صوته اليوم.. بات يوزن بالذهب، فسار يجري الى ذلك الحفل الذي توج له كأغلى عريس في العالم..

وفي الحفل، إرتقت جنسيته من فئة الأدنى الى الأعلى الأرقى... طبعا فئة حجي سوري حجي صومالي حجي إيراني وحجي أفغاني، بفئاتها العادية إرتقت الآن الى الفئة الدسمة، فهو الآن الحاج خروف الدسم السوري الصومالي الإيراني الأفغاني، وإن زاد وزنه وهميا ب من جركينات المياه المالحة في بطنه، فهو قبيل العيد يوزن بالذهب الداعم للعملات الخليجية .. في الكويت

يوصف وزنه وسعره بالجنونيين، الارتفاع المؤشر الخروفي بالكويت من ۹۰ دينار الى ۱۳۰ دينار كويتي والمؤشر لازال صعوديا .... يعتدونه الكويتيون جنونا، لكنه جنون بنغالي كما يعتقدون، لأن الباعة البنغاليين هم المتحكمون في سوق الكويت.4

عرب شمال أفريقيا من موريتاينا الى الجزائر يصفون هذا الوزن بالسحري، يزيد قبل الشراء يخف بعد الشراء، ويحتجون لماذا الاتباع الأضاحي باالأوزان... والإماراتيون يحتجون لماذا سوق الغنم عليه هيمنة آسيوية. ورغم أن وزارة الاقتصاد أعلنت دخول نصف مليون راس غنم الى الأسواق الإماراتية، لكن الشبرات خالية. لانهم يخبئون الأغنام خلفها، اليوهموا النقص ويرفعوا الأسعار. وليهجنوها ليلا لترتفع الأوزان نهارا..

ثم يمنحوها هويات متعددة الجنسيات على الهوى في الهواء الطلق، (هذا محلي، هذا جزيري هذا ايراني هذا صومالي).4 والمواطن الغلبان، زبون على نياته يصدق هذه الجنسيات الممنوحة فخريا لحجي خروف، فيخرج من جيبه محفظة العيد للوزن الثقيل الحقيقي لإستبدالها بوزن مستر خروف الوهمي..

وتساءلوا بميدن التحرير القاهرة، لماذا لحم حجي خروف

بالذات يغلى؟ واللحوم في السوق المصري بسعره العادي بين ۲۹ و ۳۶ جنيه، ولحم الأضاحي مضاعفة مئة المائة من 60 الى 67 جنيه.4

إذن ظاهرة حجي خروف الغالي المغالي هي ظاهرة عالمية على غرار ظاهرتها الإقليمية، كتحول الأضاحي في سوريا من الخرفان للإنسان، وعواصم اخرى قبل سوريا وبعدها باسم التحالفات الإقليمية والتدخلات الأجنبية.

ونعود لآخر أخبار الحجي، حجي تونسي يوم العيد إرتفع وزنه ۸۰۰ فأرتفع سعره 50 دينارا، والحجي المغربي تضاعف سعره ثلاث أضعاف قبل العيد بالدرهم المغربي، والجزائري والليبي بالدينار والموريتياني بالأوقية، فإن كانت الأوزان هكذا بميزان الفضة بشمال أفريقيا، فإنها بمكيال الذهب في الخليج العربي، مثالا وليس حصرا حجي نجدي ونعيمي السعوديين إرتفعا من ۳۰ الی ۷۰٪ وحجي الجزيري والمحلي بالامارات ارتفع مؤشره الى ۳۰۰...

. وعندما تسأل لماذا ارتفع بهذا الجنون هذا العام؟

. تأتيك الإجابة الفورية من سوق الغنم (أنه بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف يا أرباب...) ..

. ولكن عندما تغير سؤالك ( أين تلك المساحات العربية الزراعية الخصبة، والشاسعة غير المزروعة

من السودان الى الصومال والتي قد تطعم نصف الكون علفا ورغيفا..؟)

. لن يجيبك أحد..! . ليس لأن سوق الغنم لايفهم

لغتك، وانما :

. لأن حجي خروف المسكين المتعانق بالسكين هو المعني بالأجابة.

  • فلا حياة لمن تنادي اولا، ثم الإجابة بنغمة مستترة من القبور؛

. (لأن لحم الإنسان بات أرخص في تلك البلدان التي تستوردون منها الخرفان).

وعساكم من عواده ولكن بحجي خروف أثقل وزنا وأرخص سعرا

تعليقات 0

لم يتم العثور على تعليقات