2012 وإنسان العام

2012 وإنسان العام


إنساني او لاتنساني أيها الإنسان، فانا في العام الجديد ( إنسان العام ) ، وساصمد للحفاظ على هذا اللقب پروزنامة يومي الجديد الذي دخلته على هذا الأساس:

  • باني للشمس والقمر وبوسعتهما، لا للشمعة والكهرباء برقعتهما.
  • وان الشرق لي والغرب لي بلا حدود. • واني للكون والمكان أينما ولدت واينما وجدت..

فلن تجدوني بعد اليوم بين الاتوبيس والحافلات، ولا تقيدوني بالقبائل والأعراق بين الاقاليم والقارات، فانا الإنسان الذي من أجله الكون والمكان، انسان اشرف المخلوقات، عجز امامه الجن والعفاريت، كما نے قصة عرش بلقيس لنبي سليمان عليه السلام، وانسان ابن امه الذي القي السحرة له سجدا، كما في قصة النبي موسى عليه السلام، وانا ابن ادم الذي سجدت له الملائكة اجمعون (إلا إبليس) كما في قصة نبي ادم عليه السلام، فما المانع في الاعلان عن نفسي ( انا انسان هذا العام بلا إبليس؟)

امضيت ليلتي الأولى على المشروع ( انسان العام ودون الشمعة وانطفاءاتها المعتادة جنب الحسناء، أمضيتها في الصحراء، جنب مجموعة شباب متعلمين هاجروا المدينة قاصدين، وهم شبان متنوعون لكنهم عرب، فيهم خليجيون وجزائريون ومصريون ومغاربة وتوانسة ومن بلاد الشام، قرروا أن يطلقوا الوظائف الادارية بالثلاث، سلموا شهاداتهم الارشيف المتاحف، وخرجوا للصحراء الواسعة من الخليج الى المحيط، يزرعون يبنون يشيدون، يروون الأرض بعرق الجبين، يحرمون أنفسهم من مباهج المدينة، ليثبتوا أن المواطن العربي قادر على محو كلمة ( المستحيل) المحفورة في قاموس الخبراء الأجانب.

انهم شبان افتراضيون، لكن بينهم كباتنة، اطباء ، مهندسون، صيادلة وطيارون، والمهندس اراه في ثوب المزارع، والطبيب بالمسحات بحفر الآبار، والاقتصادي يحمل الشيول، والمصرفي يجول بانابيب الري، ومبرمجو الكمبيوتر واقفون بالطوب والاسمنت وادوات البناء، وكانها خلية نحل بالإرادة العبقرية، | والإيمان بالعمل من اجل الوطن، وفي داخل كل منهم صوت ( انا ذلك الإنسان)، الذي قد تتحول بعرق جبينه الاف الفدادين من الأراضي المهجورة او المهددة بالتصحر، إلى غابات خضراء تسورها المئات من الابراج الشاهقة. شبان، وإن كانوا افتراضيين، لكن تحقيق هذه المعجزة في الوطن العربي ممكن بهذا الافتراض، خاصة لو انتقل الشباب من الضجيج والغوغاء للربيع العربي الى المساحات المهجورة والمتروكة للخريف العربي، على أن يتم

الانتقال بروح الفريق الإنتاجي الموحد ، كل يثني على زميله، ويشيد بالدور الذي يلعبه جاره، ذلك التلاحم الوطني المفقود لاعوام كنا فيها مطيعين صامتين الى جوار الخبير الأجنبي، الذي هو الاخر كان يفضل الصمت والكتمان، او بجوار ابناء عمومتنا، كل يترصد للاخر بالمقالب والدسائس والوشامات، لدرجة الصعود فوق جثث البعض للحصول على الترقيات.

وكان من عيوبنا في الأعوام الماضية، إذا راينا عاملا أو فنيا يعمل وهو يذوب في لهيب الشمس، غضضنا عنه البصر وعن جانبه الفني الإنتاجي لانه اجنبي.! فظل الأجنبي اجنبية في الوطن بالعين المستعارة، إلى أن غادره دون أن يذرف عليه دمعة بحرارة.. الإنتاجيون من العمال عادة يفخرون بانهم يبداون العمل مع شروق الشمس وينهونه بعد الغروب، كما نحن نفتخر باننا نعمل نصف النهار نرتخي النصف الآخر ثم نسهر طوال الليل، الدول الاسيوية التي تحولت الى النمور، العمل عندهم يستمر ٢٤ ساعة وبلا انقطاع، يحل فريق بفريق كخلية نحل، لا يتوقف العمل دقيقة واحدة، اندونيسيا لاتخشى استراليا عن بعد، قدرما تخاف الجارة ماليزيا عن قرب، وكوريا الجنوبية لاترهبها لمعان وبريق السوق الأوروبية المشتركة وانما تخشى عرق جبين عمال كوريا الشمالية، والصين الشرسة لاتراقب امريكا وتراقب مناجم عمال الهند وما قد تنتجه الاخت المجاورة المنافسة

في السراء والضراء، وما قد يكشف عنه في العلن اجلا أم آنفا . إننا نستطيع إطلاق خلية نحل كهذه في الوطن العربي، على غرار النسيج الإنتاجي للنمر الأسيوي، لا تنقصنا اليد العاملة المنتجة، والقيادة الحكيمة، ولا العقول المبدعة الجبارة، شرط أن نطلقها دون الاخضاع للروتين، ونترك دلع المواطنة بهل من مزيد دون العطاء، ونشطب من الشواغر شروط أن يعجب المتقدم ديكور المكتب والسكرتيرة وسيارة الدائرة ثم يعمل.1 |

الروتين جاء بالكثير من النمور الورقية في اعوام، كانت النمور الاسيوية صنعت فيها المعجزات بالعمال، يفترش العامل الارض ويلتحف السماء في الخيم، لا يرى زوجته واولاده شهورا ، لانه يعبد العمل يعتبر نفسه جندي الوطن، ينظر الى اوراق شجر زرعها واسوار جدران اقامها على انها زوجته واولاده.

فهل سينتقل شباب الربيع العربي من ضجيج الميدان الغوغائي الذي اكمل عامه الأول، الى حقول العمل الإنتاجي في العام الجديد.؟

وعساكم من عواده .

Comments 0

No comments found