امتحان قد يُكرم «فيه المرء» ولا يُهان

امتحان قد يُكرم «فيه المرء» ولا يُهان

 2006-11-05 00:05:51 UAE

امتحان قد يُكرم «فيه المرء» ولا يُهان

بقلم :أحمد إبراهيم

اليوم الأحد ونحن مازلنا في الأسبوع الأول من «نوفمبر» عامنا الوشيك على أن يغلق بكل شيء وببعض الشيء وبلا شيء في آن واحد، يقال إن في هذا الأسبوع هناك بأسبانيا جثة استعيدت من قبرها بعد أن كنّا حملناها على أكتافنا لمقابر موطنها (مصر) .. تُستعاد تلك الجثة لا لتُشرح وإنما لتُكرم هناك على بوابات أندلس العرب في مدريد عاصمة أسبانيا.

وفي نفس الأسبوع هنا على بوابات القدس العربية، ترتفع اليوم جثث المرشحين والمرشحات في غزة وبيت حانون للتكريم .. علّهم ينالون تكريم الأموات، بعد أن عاشوا مهانة الأحياء، فعساهم يدخلون ويجتازون قاعة هذا الامتحان الجديد بنجاح حيث يُكرم المرءُ ولا يُهان ..!

وخُطف من جانب آخر في دير البلح وسط قطاع غزة صحافي أسباني حسب مصدر امني فلسطيني لوكالة فرانس برس ان «مجموعة مجهولة بسيارة سكودا صفراء خطفت الأسباني «بوربيروتو فيلا« مع فرنسية ومساعدين اثنين فلسطينيين عند مدخل دير البلح واقتادوه بعدما تركوا الثلاثة الآخرين» ..

وكان المختطف (بفتح الطاء) الصحافي الإعلامي الأسباني في طريق عودته من خان يونس إلى غزة كما خطف مصور اسباني آخر يعمل لوكالة اسوشيد برس الأميركية الثلاثاء على يد مسلحين في قطاع غزة قبل أن يطلق سراحه بعد بضع ساعات، وفي الأسبوع نفسه أيضاً خُطف في العراق وأطلق سراح الصحافي الأميركي (كيرل عروقي) الذي عاد الى موطنه وصرح لوكالات الأنباء الأميركية انطباعاته عن الأوضاع في العراق .

وفي المنطقة بشكل عام، ويبدو ان الصحافيين يُخطفون ليُطلق سراحهم بقرار مسبّق، ولعل الصحافي محمي بقلمه قبل أنامله التي قد تُحرق لاحقا ان لم يجد استخدام القلم على الخريطة ضمن خارطة الطريق بعد إطلاق سراحه.

فلنعد للأول يا تُرى نعش من يُكرم اليوم في مدريد.؟ انه نجيب محفوظ، فقد تقرر تكريمه يا ترى هل كان محظوظا لم تلاحق السكاكين والسيوف قلمه، ونال اليوم التكريم وهو ميت بعد ان ناله وهو حي؟ أم حاصرته السكاكين قُبيل موته وعاش بعد ان مات لتفوّق مداد قلمه على دماء عروقه !؟، إذ يقام في «مدريد» الآن أسبوع ثقافي حول إبداعات الراحل، بناء على طلب الجهات المختصة الاسبانية وبالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية.

ويتضمن هذا الأسبوع تقديم مؤلفات نجيب محفوظ التي تمت ترجمتها إلى اللغات المختلفة، كما يشارك على مدى الأسبوع عدد من المفكرين والمثقفين في إقامة ندوات أدبية تتناول تاريخ الكاتب الكبير وإبداعاته ومؤلفاته التي توّجته رائدا على الأدب العربي الحديث.

ولعل في هذا التواصل الثقافي المصري الاسباني، مدا لجسور الأدب العربي العتيقة واللاصقة تاريخيا بأغصان زيتون الأندلس المهجورة قسرا والمهاجرة عنها الطيور عنوة، ولكن هل فعلا أكرمت جثة نجيب محفوظ اليوم وهو ميت، دون ان تقترب جسمه السكاكين المعادية للفكر والأدب وهو حي..؟

دعونا نتخيل شيخا طاعنا في السن لا تحمله قدماه إلا بصعوبة يتقدم نحوه خمسة من صغار الشباب وهو يقوم لتحيتهم ويحني رأسه بتواضعه المعتاد في تحيته الآخرين او في رده لتحية الآخرين، دون ان يعرف ان هذه المجموعة التي بدت تقترب منه أكثر فأكثر هل تريد ان تحييه او تستلم منه لتحية ..؟

ورغم هذا الغموض قام لهم بابتسامة لا نظير لها الا في نقوش الفراعنة المحفورة على الجدران او المرسومة في الأذهان للمسلم العربي المتواضع الذي كان يقف دائما باحترام لشيوخه العلماء والوعّاظ.

لكن الشبان لم يكونوا اقتربوا منه لتحيته او للرد على تحيته .. بل لغرس السكين في ترقوته ليقطع به الشرايين التي تغذي نسيج المخ !..

فسقط الشيخ بالأمس في الثالثة والثمانين من العمر متخبطا بدمائه ليلوّن تاريخ مياه النيل الأبيض باللون الأحمر، كما عادت بوابة الأندلس اليوم بتكريمه جثة بعدما أهين حيا في سن يُكرم فيه المرء لا لشيء الا لكبر سنه، ناهيك عمن دخل وأدخل معه العرب كل العرب من أوسع سجلات التاريخ العالمي لجائزة نوبل.

لعل هؤلاء الشباب كانوا غير مقتنعين ان نجيب محفوظ كان مسلما 100% حسب مقياس درجة ريخترهم، أو حسب فهم (مئويتهم100%) للإسلام، او لعلّهم هم الوحيدون الإسلام والإسلاميون 100% دون غيرهم ممن يصلّون ويصومون ويحجون ويقرؤون ويكتبون ويجتهدون ليصلوا الحق أينما وجد وحيث ما وجد.

وفي نفس الأسبوع من نوفمبرنا الحالي أعلن على بلاط جلالة مملكة لم تكن تغب عنها الشمس، ان كارل تاتشر لم تعد 100% بريطانية المنشأ، فقد أفادت «صنداي تايمز» الصادرة الأحد الماضي ان عائلة مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، لها أصول عربية قد تمتد الى أعماق الصحراء في الشرق الأوسط.

وقالت ان فحصا مخبرياً آخر على عينة أخذت من فم كارول تاتشر ابنة رئيسة الوزراء السابقة اظهر ان 24% من حمضها النووي يعود الى أصول عربية مشيرة الا ان كارول تفتش الآن عن شجرة العائلة في البومات الصورة القديمة لمعرفة ما اذا كان لها عم ضائع أو خال ضالع مازالا يتنقلان على النوق والجمال في البادية.

وأضافت الصحيفة ان الكشف قد يسلط الضوء على اسباب تعلق شقيق كارول التوأم مارك بالعالم العربي وبأسواق السعودية في تعاملاته التجارية وبصحراء شمال إفريقيا حيث تاه عام 1982 خلال سباق للسيارات شارك فيه بين باريس وداكار.

وأشارت الى ان الكشف عن روابط دم عائلة تاتشر بالشرق الأوسط سيتم الكشف عنه الشهر المقبل في برنامج تعرضه القناة الرابعة البريطانية «انجليزي 100%» ويختبر الحمض النووي لثمانية أشخاص يختبرون أنفسهم انجلوسكسونيين بالتمام والكمال من بينهم كارول تاتشر« وقالت الصحيفة ان الحمض النووي لكارول تاتشر ستكشف إسلافها 76% منهم من أوروبا الشمالية و21% من الشرق الأوسط.

وبالانتقال من العظمى للأعظم، حيث المحطة التالية بعد المملكة المتحدة هي الولايات المتحدة الأعظم نجد هناك طابورا لمتراصين عمروا البلاد بسواعدهم وهم يتصببون عرق الجبين ب18 ساعة من ساعات العمل اليومي على الأرصفة والشوارع والمتروهات والمطارات.

وأصبحوا اليوم منبوذين بعد ما أجريت عليهم مختبرات الحمض النووي عن بُعد منطلقا من عينات ألوانهم الداكنة وملابسهم الفضفاضة وبراقعهم الساترة، بانهم قد لا يستحقون كلمة أميركي 100%، بل قد تلصق بهم ألقابا كمتطرفين إرهابيين او مسلمين حقيقيين لان الكلمة الأخيرة تحمل كل مفاهيم ومعاني (الإرهاب) المصاغة والمستصاغة بالإعلام الأميركي.؟

، وبين العظمى والعظمى على الحلبة نحن أبناء وشعوب هذه المنطقة جلوس والمشاهدة دون حراك على المقاعد ولا خروج من الساحة، لان البطل العملاق كما هو قويٌ فوق الحلبة كذلك قويٌ وثريّ خارج الحلبة، وكما يقتل فوق الحلقة بلكماته القوية كذلك قد يستأجر من يقتل من أجله خارج الحلبة والساحة.

فكما يضاعف يزيد من لكماته داخل الساحة .. كذلك قد يزيد من دولاراته خارجها، يبدو المصارع العملاق كان يغطّ نومة العظمة، فأفاقته صفعة برجي نيويورك تاور، فهرول متخبطا يمينا ويسارا لا يعرف ماذا يعمل، فأباد في نومته دولتين عامرتين، نعم العملاق نفسه لكن باختلاف بسيط في أسلوب دماراته السابقة، عندما قرر تدمير ألمانيا ويابان، قرر أيضا تعميرهما وإعادة بنائهما، لكن عملاق اليوم اختار دولتين مقابل برجين، مقابل برجين مدمّرتين، ناهيك أنهما كانتا دولتان عامرتين معمرتين مزدرهتين راحتا برمتها فداء عن أكوام ومخلفات السكراب من الحديد والاسمنت.!

مع قتل وسفك ودمار كل ما في هاتين الدولتين دون ان يُقبض او يوجد فيهما شخص واحد من مطلوبي نيويورك تاورز، وبالعكس قتل العملاق واعتدى وسبق واشتكى بل وأكثر من ذلك قتل كل من في أفغانستان مع الاحتفاظ بملا عمر وأسامة بن لادن، وقتل كل من بالعراق مع الاحتفاظ بالزرقاوي لآخر رمق من حياته، ثم قتله عن بعد بتحكم الاحتفاظ على ملامحه.

واستبداله بعشرات الآخرين من خلفائه ونظرائه الزرقاويين، والعملاق على الحلبة يحب البيئة النظيفة ولا يحب التلوث، فيسنّ ضريبة البيئة على بترول العرب، بينما يطلق 60 مليون سيارة دخان التلوث في شوارع نيويورك وواشنطن وولاياته الخمسينية الأخرى، كما يحب الطاقة ومشتقات الطاقة، فيحتفظ بكل مخزونات النفط الأميركي في الودائع الثابتة، ويشفط النفط العربي بأي سعر، ليؤكد نفاد المخزون العربي وينزل الأسواق ب«ستوكّاته» بأسعار وبشروط الشرق الأوسط الجديد.؟

لماذا كل هذا الخوف يا إنسان اليوم . .الم يكن إنسان الأمس يعيش أفضل منك حالا بأقل منك مالا، رغم انك تأكل أفضل منه اليوم، لكنه كان يعيش أطول منك عمرا أمس وأروع منك صحة...!

أليست لنا في أقوال رسولنا الكريم قدوة وهو القائل بمعناه: (تناكحوا تناسلوا فإني لأفتخر بكم يوم المحشر ولو بالسقط الجنين من أمتي) صدق الرسول الكريم، وهنا أزفّ نفسي وقرّائي الأعزاء خبر ما رزقني الله من مولود جديد سميناه «عبدالله» وصرت استحق من اليوم عن جدارة لقب «بوعبدالله» بعد ان كنت أحمل بالأمس وبجدارة لقب «بومحمد» عساه ينمو مع اخوته لامتحان يوم يُكرم فيه ولا يٌهان.

تعليقات 2

لمحه عابره - الإمارات
سنن الحياة... هكذا تجري الامور... عزيزي بو عبد الله - بو محمد بأمسك و حاضرك-... ما نعيشه اليوم نتاج ما قمنا به الامس... المبدع نجيب محفوظ رحمه الله، كرم على الصعيدين العالمي و العربي... لا أذكر من كتاب العرب أحد درسة كتاباته كمناهج دراسية كما فعل بكتابات الراحل نجيب محفوظ... لي هذا تكريم يفوق أي تكريم... ثم إنت قلتها صغار الشباب... و نظرة الشيخ الكبير المتبصرة في الامور تحسن تقدير الامور و موازنتها... إن كنت في موضعه... كنت سأعمل على المحافظة بتلك الإبتسامه الفرعونيه المنقوشة... فهم مساكين يستحقون الشفقه... عزيزي عملاقنا الاعظم... سياسي محنك... تتلمذ على قصص عظمائنا المسلمين السياسين... أخذ منهم السياسة ليمحور الامور في صفه... و للأسف برعونتنا و تخبطنا في السياسة -قليلي الثقة و الإطلاع بحنكة أجدادنا- نهدي عملاقنا أفضل الفرص... ليظهر نقاء و نبل مقصده و هدفه... ما نزرعه نحصده.... هكذا تجري الامور... هذه هي سنن الحياة... لعلنا نكون من باذرين الخير و حاصديه...
   0 0
عبدالهادي - السعودية
البيان... تبيان كثيرون هم الذين يغمرونك بأفضالهم، ويعجزونك عن شكرهم ، فتلتمس شيئاً ترمز به الى عمق الشكر وجزيل الامتنان وهذا ما سلكناه شكر الأخوة الأعزاء سائلين المولى عز وجل أن يجعلهم ممن ينتصر بهم لدينه .
   0 0
أظهر المزيد